تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي هو كتاب في شرح الحديث، ألفه عبد الرحمن المباركفوري. يختص الكتاب في شرح جامع الترمذي أو سنن الترمذي أحد الكتب الصحاح الستة، يبحث الكتاب في فقه الحديث الشريف، شرح فيه المباركفوري الإسناد والمتن إذ يذكر نسب الراوي ودرجته ومكانته في رواية الحديث، ويشرح متن الحديث شرحا لغويا ثم يستخرج ما فيه من فوائد علمية وأحكام فقهية ويورد أقوال العلماء وآراءهم . وقد أشاد به عددٌ من العلماء، فقال العلامة أبي الحسن الندوي: (قد وقع الكتاب من علماء هذا الشأن موقعًا كبيرًا).
اتبع المباركفوري في كتابة تحفة الأحوذي المنهج التالي:
1- عدم تقيده بأحد المذاهب الفقهية دون غيره.
2- كان شرحه للأحاديث في المجلدات الـ 3 الأولى (من أصل 10 مجلدات) طويلًا مفصلًا، لكن بعد ذلك اتبع الاختصار في ذلك الشرح.
3- العناية والاهتمام بكتابة تراجم الرواة. فكان ينقل تراجمهم حرفيًا كما جاءت في كتب المصنفين أو يقوم بتعديلات يسيرة ليختصر أو يوضح. وقد يحيل الترجمة إلى المصدر الذي أتى بها منه، وقد لا يفعل ذلك في بعض الأحيان. ومن أهم ما نقل منه كتاب «تقريب التهذيب» لابن حجر العسقلاني، و«خلاصة تذهيب تهذيب الكمال» لصفي الدين الخزرجي.
4- تخريج أحاديث جامع الترمذي باقتصاره فقط على ما في الكتب الستة.
5- الاهتمام بمنزلة الحديث، مع تبيانه لعلة منزلته في الغالب. وهو قد يخالف الترمذي أحيانًا في حال الحديث، وكثيرًا ما يعتمد في ذلك على حكم العلماء في الحديث. كما قام بإهمال الأحاديث التي لم يحكم عليها الترمذي.
6- الاهتمام ببيان وتوضيح غريب الألفاظ. واستدل على تلك المعاني بآياتٍ من القرآن الكريم، والروايات الموضحة لها، وكذلك الشعر وغير ذلك. ومن ذلك تفسيره لـ «وتقنع يديك» في باب «ما جاء في التخشع في الصلاة» فقال: (من إقناع اليدين رفعهما في الدعاء، ومنه قوله تعالى «مقنعي رؤوسهم»).
7- توضيح الإشكالات المتعلقة بسند الأحاديث والمتن.
8- كان الترمذي متساهلًا في التصحيح أحيانًا، لذلك نبه المباركفوري على المواضع التي وقع فيها التساهل عند الترمذي.
9- كان الترمذي في بعض المواضع يذكر اختلاف أهل العلم في مسألة ما دون أن يرجح أحد الأقوال على غيره، فقام المباركفوري بالترجيح.
10- أنهى كتابه بشرحٍ لكتاب «العلل» للترمذي، وسماه «شفاء الغلل في كتاب العلل».
11- بيان المبهم في الحديث والسند: ومن ذلك في باب ما يقول في سجود القرآن، قال: (قوله «جاء رجل» قال ميرك: هو أبو سعيد الخدري).