يستعرض هذا الكتاب تحولات فكرية تحركت، ولدى تصور المؤلف ، في ثلاثة دوائر: المرجعيات والمناهج وأسئلة التحديد. وقد جاءت موضوعات الكتاب بمثابة خارطة، أو قسم محدود بالأحرى منخارطة تحاول رسم ما يطرأ على الفكر الإسلامي من تحول وتجدد وإستحداث في تلك الدوائر الثلاثة. ويشير المؤلف بأن موضوعات هذا الكتاب لم تنجز دفعة واحدة، وبشكل مترابط، بل هي كانت حصيلة جانب من المتابعة للجديد في الفكر الإسلامي والمشهد الثقافي بعامة.
ولا شك أن مستوى التحول الذي تمثله العينات المستعرضة في هذا الكتاب يتباين من واحدة إلى أخرى، غير أنها تتحرك بأسرها تقريباً في إطار ما يحققه الفكر الإسلامي ليوم من تقدم يظل متواضعاً إذا ما قيس بسرعة الإيقاع التاريخي وحجم ما تعرض له من تحديات.
كما أن الإشكاليات الفقهية تغطي مساحات في هذا الكتاب واسعة لأن التركة الفقهية تظل الواجهة ربما لشتى ماتناوله من إشكاليات، سواء منها ما تعلق بمناهج أصول الفقه،أم الهموم المعرفية في علم الكلام الجديد وحتى تلك التي تتعلق بقراءة النص. حتى أن أهمية الموضوعات ذات الصلة بغير الفقه من الحقول أخذت تتمدد على أساس ما تؤدي إليه من نتائج في تكوين الرأي الفقهي. كما أنه بالإمكان أيضاً قياس درجة الحرارة الخاصة لكل من الإشكاليات المطروحة اليوم بقدر ما تمس في معطياتها من مسلمات الفقه وإتجاهاته