في القرية التي ولدت فيها. تتمظهر الاشياء في الحواس، لوناً وطعماً ورائحة وكتلا، بل حتى الافكار تتجسد بمادة ملموسة وتلبس هيئة ما يشاهد كل يوم.. الألوان مهرجان لا يحد متعددة متدرجة متمازجة. الاخضر الغامق لون سعف النخيل حين تغيم السماء وتحتفي الشمس يصبح اللون قريباً من الأزرق، لون نهر الفرات. في الصيف. وحين يصفو الماء ويشف يكون أزرق. وتتحول قواقعه وحصاه ورماله الى نقود يتبادلها الأطفال فيما بينهم. بعد ان يبنوا بيوتا من الرمل في الشتاء اصفر غامقا، وحين تختفي الشمس يتحول اللون إلى الأسود الرمال على شاطئ الفرات ذات لون رمادي اما الرمل الرطب فهو يميل الى السواد الرمادي يتجلى ايضا في الفحم المحترق وكناسة التنور الذي تستخدمه امي ثلاث مرات يومياً وتلقمه سعف النخيل والعروق الغليطة وروث البقر، القمح في صبرانه اصفر، ان لم يخالطه الزؤان والدنوسر والشعير وكثيرا ما شبهه الفلاحون بالذهب تعبيراً عن صفاء المحصول. والحقول الممتدة بين صحراء الجزيرة والنهر في الأرض المدعوة …..