يظل حلم تطبيق الشريعة هو المطلب الأول للحركات الإسلامية في العصر الحديث منذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924م، وقد أثيرت العديد من الانتقادات والشبهات من جانب العديد من المفكرين العلمانيين حول جدوى هذا المطلب وعلاقته بالتطور العصراني الحديث للبشرية، ونسوا أن حياة المسلمين لا تقوم بالإسلام الشكلي المبتور عن شريعته والذي ينحصر في جانب العبادات وداخل الصوامع دون تفاعل مع بيئته ومجتمعه، ودون تفعيل المصدرين الأساسيين للتشريع: “الكتاب والسنة” على واقع البشرية لصلاح الأمم ومستقبلها.
وفي هذا الكتاب يطرح الأستاذ “عبدالحليم عويس” – رحمه الله – رؤية متوازنة لمفهوم الشريعة الإسلامية، وكيف أثر تعطيلها على التخلف الذي تعاني منه المجتمعات الإسلامية رغم محاولاتها الميئوس منها في اللحاق بركب الغرب والعصرانية، كما يرد الكاتب بالأدلة والبراهين على أغلب الشبه المعتادة حول الشريعة الإسلامية وما يمكن أن تتسبب فيه من إهدار الحريات ومساحات الرأي وهي الشبه التي دأب الاستعمار ومفكريه على زرعها في عقول المسلمين من أجل تبرير تعطيل الشريعة كل هذه السنين دون بواكي لها من جانب أهل الإسلام والحكام.