إنها حقيقة تواجه من يريد أن يرى؛ ولا يضع على عينيه غشاوة من صنع نفسه كي لا يرى! حقيقة أن الناس في أكثر بلاد الأرض رخاء عاما.. في أمريكا ، وفي السويد ، وفي غيرهما من الأقطار التي تفيض رخاء ماديا.. أن الناس ليسوا سعداء.. أنهم قلقون يطل القلق من عيونهم وهم أغنياء! وأن الملل يأكل حياتهم وهم مستغرقون في الإنتاج! وأنهم يغرقون هذا الملل في العربدة والصخب تارة. وفي “التقاليع” الغريبة الشاذة تارة. وفي الشذوذ الجنسي والنفسي تارة. ثم يحسون بالحاجة إلى الهرب. الهرب من أنفسهم. ومن الخواء الذي يعشش فيها! ومن الشقاء الذي ليس له سبب ظاهر من مرافق الحياة وجريانها. فيهربون بالانتحار. ويهربون بالجنون. ويهربون بالشذوذ! ثم يطاردهم شبح القلق والخواء والفراغ ولا يدعهم يستريحون أبدا!
يحذر سيد قطب رحمه الله في هذا الكتاب من خطورة تفشي الربا في المجتمعات و عواقبه الوخيمة و يؤكد على ان الانظمة المستفيده منه ستعمل على اخماد اي محاوله لمقاومته حتى لا تضر مصالحها و تبقي الثروات بايديها حيث تتحكم في اقدار العباد كما وضح نوعي الربا: ربا النسيئة وربا الفضل