هذا الكتاب في الأصل دروس ألقاها فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الدورة العلمية التي عقدها في شهر ربيع الأول عام 1419هـ بالجامع الكبير في مدينة عنيزة، والتي فسر فيها آيات سورة الكهف.فإن مجموعة كبيرة من الناس تقرأ سورة الكهف كل أسبوع يوم الجمعة؛ وقد يكون السبب الأحاديث الضعيفة الواردة في فضل قراءتها ليلة أو يوم الجمعة. وقال الحويني: أن قراءة سورة الكهف لها فضل خاص، أما جزء تحديدها في ليلة أو يوم الجمعة فهو غير صحيح ولا يصح.
ومثال : قوله تعالى: ﴿إِنّا جَعَلنا﴾ أي صَيَّرنا، وجعل تأتي بمعنى: خلق وبمعنى صيَّر، فإن تعدَّت لمفعولٍ واحدٍ فإنها بمعنى ((خلق))، مثل قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنّورَ﴾ وإن تعدًّت لمفعولين فهي بمعنى صيَّر، مثل قوله تعالى: ﴿إِنّا جَعَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا﴾: أي صيرناه بلغة العرب، وإنما نبَّهتُ على ذلك؛ لأن الجهمية يقولون: إنَّ الجعلَ بمعنى خلق في جميع المواضع، ويقولون: معنى قوله تعالى: ﴿إِنّا جَعَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا﴾: أي خلقناه، ولكن هذا غلط على اللغة العربية.