الحياة الفاضلة لا بد لها من رائد ، والأحياء الأنقياء لا غنى لهم عن قائد ، وأنعم برسول الله – صلى الله عليه وسلم رائداً للحياة كأسمى ما تكون الحياة ، وأنعم به قائداً للأحياء كأعلى ما يكون الأحياء ؛ فهو الذي قال فيه رب العزة : ( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى » . وقال له : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) . وأخبره بأنه قد أرسله داعياً إلى الله بإذنه .. وقرر أنه الموجه إلى الخير ، الهادي إلى البر ، الداعي إلى أكرم طريق ، فقال له : « وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم » . وحدد له طريقة التوجيه وأسلوب الدعوة ، فقال له : ه ادع إلى سبيل ربك بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي
أحسن ، ! .
وهذا رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – يقول عن نفسه الشريفة : إن الرائد لا يكذب أهله. وصدق رسول الله ، فقد كان الرائد الأمين والمبلغ المبين ، والبشير النذير ، والسراج المنير .