«وصمتت مبروكة ولم تُجِب. وقد كانت هذه الخطبة مُتوقَّعة وأنا لا أعرف في بيتنا شيئًا ذا أهمية إلا الفلوس. فما البأس أن أتزوجه وهو غني وليس جهله مانعًا، فما دام غنيًّا فكل شيء يُغتفر له. وعلى كلٍّ ليس في مصر أغنياء اليوم إلا الجهلاء.»
يأخذنا «ثروت أباظة» بأسلوبه البسيط وبصيرته النافذة عبر فصول روايته في رحلة حياة أحد البُخلاء، ويُدعى «توفيق»، الذي سيطر عليه حبُّه للمال إلى الحد الذي جعله يسلك طُرقًا غير مشروعة في الحصول عليه، بدايةً من الربا الذي كوَّن منه ثروة معقولة في بلدته الصغيرة، ثم ذهابه إلى القاهرة للاستثمار مع أحد التجار بها. ويسرد لنا بمهارة القاصِّ كيف استطاع «توفيق» أن يُحقق ثروة طائلة، ولكنه في المقابل يجني حصادَ جشعه في سوءِ أفعالِ أبنائه الذين يُقدِّسون المال الذي حُرموا منه، ويَلجئون إلى طرقٍ غير قانونية للثراء السريع، إلا أن حداثة سنهم تودي بهم إلى الوقوع في شِراك جرائمهم، والقضاء على مستقبلهم.