بطل هذه الرواية هو الفتى جرما الذي يتقن أكثر من خمس لغات مكنته من أن يصبح ترجمان سلاطين وبارون وغيرهم. تدور أحداث هذه الرواية حول الرحلات والمغامرات التي قام بها بطلها جرما. لا تغوص الرواية في عمق ديني أو نفسي أو اجتماعي بل هي سرد لحكاية جرما. ولا ندري هل فعلا جرما بطل حقيقي أم من وحي خيال الكاتب. اللغة هنا هادئة وجميلة والأسلوب سلس والمشاعر محايدة لا تُألِّب طرف على طرف. والبطل الثاني هو سلطان بدون سلطنة وهنا ستجد بعدًا سياسيا يمر مرور الكرام. رواية خفيفة.
يستفتح علوان روايته بنص من الإنجيل : ” أحبّوا أعداءكم، لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فقط فأي فضل لكم ” ، ولعلنا نلج من هنا إلى جوهر الرواية ونلامس فكرتها المركزية التي تحاول أن تقاربها الأحداث ألا و هي التقاط الجوانب المتشابهة في فضاءات الإنسانية ومحاولة التشبث بها رغم الاختلافات الشاسعة .
ينفذ الكاتب إلى أغوار سحيقة من التاريخ ليأخذنا إلى فضاءات القرن الثامن/التاسع الهجري فنسير معه بين حلب وقبرص و روما وفرنسا وأسبانيا فنسمع تارة آذان مسجد وتارة أجراس كنيسة. ونمسي يومًا بين حاشية سلطان، ونصبح يومًا آخر بين أروقة الفاتيكان وعلى أبواب بابا النصارى وبين كرادلته .
فيريد علوان أن يصور لنا من خلال هذا التناقض الكبير الذي يستشعره القارئ تشابك الأحداث التي كانت تموج بها تلك الفترة وأهميتها في سيرورة التاريخ لاسيما بعد فتح إستانبول وحتى سقوط غرناطة وما انثال على العالم حينها من تغيرات.
تحوي الرواية زخمًا تاريخيًا وعقائديًا هائلًا فتحكي قصة المماليك و صراع السلطنة بين أبناء محمد الفاتح ، والنزاع المملوكي العثماني على مصر والشام ومن ثم محاكم التفتيش وسقوط غرناطة على يد النصارى.