مرات قليلة للغاية تلك التي ركب فيها بوارو البحر باختياره، فمن المعروف أنه يمقت البحر مقتًا شديدًا ويتجنب ركوب البواخر إلا للضرورة. ومن العجيب حقًا أن يقدم هركيول على هذه الرحلة البحرية فوق ظهر إحدى البواخر بمحض إرادته ودون أن يتعلق الأمر بإحدي الجرائم التي يسعى للتحقيق فيها. كانت رحلة مُمتعة على شواطئ البحر المتوسط، ولم يشترك فيها بوارو إلا بعد أن عَلِمَ من بعض الأصدقاء أن السفينة تسير ببطء، وأن الوقت الحالي يخلو من الأعاصير والرياح المُزعجة التي تقلب البحر وتهيج الأمواج وتتلاعب بالسفينة كورقة الشجر، وهذا أخشى ما يخشاه بوارو… استمتع بوارو بالرحلة أيما استمتاع وعندما انقضت نصف الفترة المُقررة للرحلة شعر بوارو بالدهشة، فالرحلة توشك على الإنتهاء دون أن تقع أية جرائم فقال لنفسه: مُنذ سنوات طويلة لم أستمتع برحلة إلى النهاية، فهل يتحقق الحلم؟ ولكنه كان يشعر بما سيقع بعد ساعات، لقد وقعت جريمة قتل غامضة خلال الرحلة البحرية وتطلعت الأنظار إلى بوارو البوليس السري الشهير وكأن الجميع يطلب منه الكشف عن هوية القاتل وتحول الجزء الباقي من الرحلة ألى مباراة تحدى فيها بوارو الظروف و أرهق ذهنه في محاولة التوصل إلى حقيقة شخصية القاتل… فما هي الجريمة الغامضة التي حدثت على الباخرة، ومن هو القاتل؟