يبين الحقيقة الجمالية الجوهرية في الإسلام، عقيدةً وشريعةً، كما يبين نوابض الحُسن من ذلك في مجال التدين؛ عسى ألا يعمينا دخان الحرائق المشتعلة بهذا الزمان عن مشاهدة ما لدينا من ثروة جمالية والتجمل بمباهجها، تدينًا نسلك به إلى الله ذي الجمال والجلال.
ومن هنا حاول هذا الكتاب تلمُّس بعض صور الجمال لممارسة التدين في الإسلام وتذوق محاسنه، مع تأصيل ذلك ضمن مفاهيم واضحة ومقاييس محددة في مجالات العقيدة والعبادة والسلوك، مع الاسترشاد بهدي القرآن وسنة المصطفى، صلى الله عليه وسلم.
والمقصود بجمالية الدين في الكتاب هو أن الله الذي جعل الدين جميلًا، قصد أن يكون التدين جميلًا أيضًا، قصدًا تشريعيًا أصيلًا، بمعنى أن ذلك قُصِدَ منه ابتداءًا، وليس صدفة واتفاقًا، فالجمالية هنا متعلقة بتلك الإرادة الإلهية الجميلة التي قضت أن يتجمل الناس بالدين، ويتزينوا به عبادة لرب العالمين، ومنهاجًا لعمران الإنسان في الأرض. مصداقًا للحديث النبوي الشريف: (إن الله تعالي جميل يحب الجمال)، والتجميل المطلوب في هذا الحديث، يتعلق بالشكل والمضمون معًا