هذا الكتاب الذى يجمع طائفة من الصحف قد ضم بعضها إلى بعض ، فأنت تستطيع أن تسميه سفراً ، هذه المباحث المتفرقة كتبت في ظروف مختلفة وأيام متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر ، فلست تجد فيها هذه الفكرة القوية الواضحة المتحدة التى يصدر عنها المؤلفون حين يؤلفون كتبهم وأسفارهم ، بل ذهب المؤلف إلى أبعد من هذا فيحدثنا في غير تحفظ ولا احتياط . ،إنما هى فصول كانت تنشر فى صحيفة سيارة ليقرأها الناس جميعاً فينتفع بقراءتها من ينتفع ويتفكه بقراءتها من يتفكه، ولم يكن بد لكتابتها من أن يتجنب التعمق فى البحث والإلحاح فى التحقيق العلمى، إذ كانت الصحف السيارة لا تصلح لمثل هذا.