الناسـخ والمنسوخ أحـد علوم القـرآن، وهو علم أثار – ولا يزال يثير – الكثير من الجدل والاختلاف والخلاف حول معناه، وجوازه أو عدم جوازه، وحدوثه أو عدم حدوثه، وقِلَّته أو كثرته في الآيات القرآنية، وتحديده في هذه الآيـات. وبرغـم الجدل والاختـلاف وبرغم كثرة الروايات حول الناسخ والمنسوخ، وتهافت تلك الروايات التي لم يحدث حول أيٍّ منها إجماعٌ؛ رغم كل ذلك وأمثاله فقد ظل هذا الاختلاف قائمًا في إطار « الواقع المتعارف عليه » في مثل هذا الميدان. وهكذا بقي الحديث عن النسخ والناسخ والمنسوخ في تراثنا « واقعًا » رغم ما فيه من غرابة كثيرة وشذوذ واضح وتخليط كبير.. وبقي الموقف منه متراوحًا بين القبول.. والتحفظ.. والنقد.. والرفض الشديد.. وقد حاول آخرون في هذا العصر استغلال هذا العلم « الناسخ والمنسوخ » للتشكيك في القرآن الكريم والدين الإسـلامي؛ ممـا ولَّد حاجةً لفتح هذا الملف من جديد.. وبمنهج جديد.