إن المبادئ التى طالما صدرناها للناس يعاد تصديرها إلينا على أنها كشف إنسانى ما عرفناه يوماً ولا عشناه دهراً..!! ونحن نملك تراثاً عامر الخزائن بالمبادئ الرفيعة والمثل العليا، ونخشى أن يجئ يوم يصدر الغرب إلينا فيه غسيل الوجوه والأيدى والأقدام على أنه نظافة إنسانية للأبدان، فإذا قلت: ذلك هو الوضوء الذى نعرفه، قال لك المتحذلقون المفتونون لماذا لا تعترف بتأخرك وتقدمه؟؟ وفقرك وغناه؟؟ إن الخمول الشنيع الذى ران علينا فى القرون الأخيرة جعل تركة الخلافة المفلسة تنتهب، ثم تمحى من فوقها كل علامة وتوضع عليها أيدى الملاك الجدد ثم يقال: أن العرب ما قدموا للعالم خيرا قط.
وسوف يرى القارئ فى هذا الكتاب –بالنصوص الحاسمة–أن آخر ما أملت فيه الإنسانية من قواعد وضمانات لكرامة الجنس البشرى كان من أبجديات الإسلام، وأن إعلان الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان ترديد عادى للوصايا النبيلة التى تلقاها المسلمون عن الإنسان الكبير والرسول الخاتم–صلى الله عليه وسلم