في حكايات الخبيثة، يفشي جمال الغيطاني سر الخبيئة ويكشف عن التناقضات التي تتصارع في أعماق البطالة، حيث يتشابك الواقع والوهم، وتتداخل الرؤى لدرجة انعدام الرؤية عند البعض. وبموهبة كبيرة ينفذ الغيطاني إلى أعماق شخصياته كي ينبش عما هو متجذر في أعماق الذات كما يعيد الأشياء الشخصيات إلى أحجامها الحقيقية كي لا نراها إلا كما هي فجة وعاديةً تتحرك بدوافع من الشهوة والطمع ولا تترافع عن الأهواء والغايات.
كما يفضح بعض ما أسست له الطبقة السياسية عبر الزمن، وما يشكل إدانة لمرحلة زمنية وللفكر الشمولي الذي أحل قيماً ومبادئ جديدة يبشر بها. وبقدر ما تبدو شخصيات الرواية غامضة مطلقة، فهي ساذجة وسطحية.