«الهدف من كتابة هذه الكلمات ليس روايةَ سيرةٍ ذاتية، ولكن مجرد تسجيل بعض الملاحظات حول أحداثٍ حقيقية، ما حدث بالفعل، فلا أقعُ في شِراك الخيال؛ ذلك القرين الذي يُرافق المبدع في لحظات الكتابة.»
بين أيدينا صفحاتٌ من حياة الكاتب الكبير «محمد جبريل» يرويها لنا بأسلوبٍ أدبيٍّ أخَّاذٍ كعادته، ويُطلعنا فيها على الكثير من الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التي جرَت في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، كما يحكي لنا عن طفولتِه، وحياةِ والدَيه وآلامِهما، ومعاناتِهما مع المرض، وأجملِ ذكرياتهما معًا. ولا يغفل «جبريل» أن يُحدثنا في حكاياته عن ذلك الحيِّ من الإسكندرية الأعمقِ أثرًا في نفسه ومصدرِ إلهامه في كتابة رواياته، وهو «حي بحري»، الذي مثَّل له الميلادَ والطفولة والنشأة، وبداية التعرُّف إلى كلمة وطن. ويروي لنا الكاتب كذلك سيرةَ «قاضي البهار» المغربي الذي وفد إلى الإسكندرية في القرن التاسع عشر، وانفرد ببطولة إحدى روايات «جبريل» القصيرة. ويضمُّ الكتابُ أيضًا حكاياتٍ شائقةً عن جزيرة فاروس، رمز مدينة الإسكندرية، تلك المدينة الساحرة والآسرة، وحكايات أخرى كثيرة.