–مين!؟
كررها الأب متسائلًا ولكن لم يؤكد القادم الإجابة، ليقف حيران متوجهًا إلى الباب، فاتحًا لمصيره، وأجله الذي لن يتأخر، فلكل أجل كتاب وكل وعد ميعاد!! ليجد الأب هذا القاتل الملثم يغرس في أحشائه سكينًا حادًّا تنجز عملها في لمح البصر، جحظت عينا الأب الذي هوى أرضًا بين يدي قاتله، فأمسك به الأخير وهو يرمقه دون أن يرمش، وهو يشاهد متلذّذًا لحظات موته الأخيرة!! ليجثو القاتل على ركبتيه مع الأب حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثم ألقاه على الأرض، لينهض واقفًا ليغادر، قبل أن يلاحظ هذا البرنامج على التلفاز الذي يعرض حياة الأسماك، فتوجَّه القاتل ببرود إلى مقعد الأب ليشاهد الحلقة كاملة!!
كان هذا ما شاهد “حلمي مهران” للتو وهو لا يزال متوقفًا من أمام هذا التلفاز من غرفة القتيل،
ظل “حلمي مهران” متسمرًا وكأنه يرى الرؤيا كاملة وهو ينظر إلى التلفاز الذي لا يزال يهمس إلى “حلمي مهران” بصورة القاتل الذي جلس حينها يشاهد تلك الحلقة، بينما لا يزال صوت برنامج الأسماك متصدرًا مسامعه، ليصيب حدس “حلمي مهران” فلقد كان القاتل قريب بالفعل!!
من العدد الثاني “الشك“