يُثير هذا الكتاب الهام لنخبة من المفكرين العرب المعاصرين وهم د. محمد عابد الجابري من المغرب، ود. حسن حنفي من مصر، ومن تقديم الأستاذ فيصل جلول من لبنان قضايا هامة في مجالات الفكر والتاريخ والدين والمجتمع والسياسة، لذلك يعتبر هذا الإنجاز الهام إعادة بناء للفكر السياسي العربي في عصر مختلف، فجاء إعداد هذا الكتاب “حوار المشرق والمغرب”، ليجيب عن السؤال المطروح حول ماهية العرب في ولادتهم السياسية الثانية.
فالموضوعات التي يتطرق إليها الكُتاب تشكل جزءاً هاماً من مكونات الثقافة والفكر السياسي العربي ونقاشها في سياق تقييم ونقد تجربتها في المشرق والمغرب يسهم في إعادة بناء الفكر السياسي العربي من جديد، حيث أسئلة الحرية والديموقراطية متلازمة مع أسئلة العلمانية والحداثة والإسلام، وحيث علاقة الشعب بالدولة، والتجزئة بالوحدة، فحفزت هذه القضايا إذكاء روح الجدل بين مفكرين كبيرين وهم د. حسن حنفي من مصر ود. عابد الجابري من المغرب للنقاش لإغناء حياتنا الثقافية والسياسية بما أفاضوا علينا من فكر ناقد وموضوعي لقضايانا المصيرية.
الحوار بين د. حسن حنفي ود. عابد الجابري، فكان في عشرة قضايا نذكر منها القضية الأولى بعنوان “في معنى الحوار ومقاصده بعيداً عن منطق “الفرق الناجية” للدكتور حسن حنفي حيث يقول: “إن الحوار الفكري هو مقدمة للحوار السياسي، والحوار بين المفكرين إنما يمهد الطريق للحوار بين القادة والزعماء. فالفكر يسبق الفعل والتصور يأتي قبل الممارسة” وبرأيه أن المجتمعات العربية تتطلع إلى التحرر والاستقلال والتغيير الاجتماعي والثورة.