كتاب عفوي وواقعي يحكي فيه يحيى حقي بعض يومياته وذكرياته أثناء الدراسة والعمل في الصعيد
الجزء الأول في الكتاب كان مملأً، ربما لأن الكاتب تناول أحداث معاصرة وقتها فقدت بريقها مع الزمن، أو لانشغاله بوصف استاذته وبعض زملائه في كلية الحقوق في وصف لا يفيد القارئ كثيراً، وإن وضع صورة تفصيلية نوعاً ما عن الدراسة في كلية الحقوق وقتها، وعن عدد من أشهر المحامين في مصر وبخاصة الهلباوي محامي دنشواي الذي تعاون مع جنود الاحتلال فخسر صيته وكرامته
الجزء الثاني كان ممتعاً حيث يسرد الكاتب تفاصيل من عمله كمعاون للنيابة في قرية منفلوط في الصعيد، وهي مذكرات تشبه كثيراً ما ذكره توفيق الحكيم في روايته الرائعة“يوميات نائب في الأرياف” والغريب أن يحيى حقي يذكر أن توفيق الحكيم كان بالفعل زميله في كلية الحقوق، لكن لم تتوصر أواصر الصداقة بينهما بسبب خجل الحكيم وميله إلى الشرود