استمرت صرخاتها وهو يحاول أن يغلق أذنه، أعاد عليها مجددًا بغضه من الأصوات العالية ولكنها لم تسمعه حتى من الصراخ الذي لم ينقطع والاستغاثات التي وجهتها له، بخطى ثابتة اتجه نحو المطبخ مجددًا وتركها خلفه لتواصل ضجيجها واستنجادها المستمر، أمسك بإبريق المياه المغلية وشوكة ثم عاد نحو الطاولة من جديد يبتسم، وضع الشوكة في درج الطاولة السفلي ثم استقر بهدوء عكس الجلبة التي أحدثتها الفتاة أمام ناظريها وروى عطشها بذاك الماء الساخن ليزيد من الصراخ المنبعث حتى هدأ تمامًا بعدما اهترأت أحبالها الصوتية أو ذابت.