” في خضم أجواء الحوار الفكري والتواصل الثقافي التي يشهدها ويعيشها عالمنا العربي والإسلامي المعاصر لا يجد المرء بدا من معايشة هذه الأجواء والإطلاع على ما يدور فيها من أفكار وما يطرح فيها من وجهات نظر متباينة ومتضادة ، وليس من الضروري أن يتمثل الهدف الأساس من محاولة الإطلاع هذه في الرغبة الملحة في مواجهة العديد من الأفكار المطروحة ونقد جملة من المفاهيم ووجهات النظر المتبناة من قبل البعض بل ربما كانت الدوافع متعددة ومتنوعة .
إلا أن الأهم منها هو السعي لتبني موقف نقدي محدد من هذه الأفكار التي لايسع الإنسان المسلم المعاصر أن يغض الطرف عنها ويتجاهلها في الوقت الذي تمارس العديد من هذه الأفكار تجهيلا وتسطيحا للوعي الإنساني عند الذات المسلمة والعربية ، وتقوم بمهمة خطرة في انتكاس الذات على نفسها وابقاء الوعى العام وعيا متخلفا واجهاض كل محاولة للخروج من شرنقة الأوهام والتصورات الخاطئة التي حاكتها سنوات الجهل والتجهيل على الشخصية العربية والمسلمة، واستطاعت أن تعيقها من خلالها عن انجاز أية محاولة جدية في التغيير والتطور إلى واقع أفضل .”