لم يكن إدراك الظواهر الطبيعية أمرًا هينًا على الإنسان في بداية خلقه، ولعجزه الشديد عن إدراكِ هذه الظواهر حسيًّا وتطويعِها، سعى لتبنِّي أسس غير بديهية يكتنفها الكثير من الغموض، فوقع في شِبَاك السحر والخرافة والأساطير لكي يتحرَّر من عجزه عن إدراك الظواهر الغامضة، وكان مفرُّه الوحيد هو أن ينسبها إلى الآلهة، وظل يبحث عن سُبلٍ للتقرب منها واسترضائها ليَأمن من الشرور ويَدرأ عنه خطرَ الفناء، فوجد ضالته في تقديم الأضاحي البشرية لها. هذه الممارسات تناقَلت عبر الأزمان وتبايَنت أشكالها ودوافعها، وهذا ما سنعرفه طيَّ هذا الكتاب الذي يحوي سردًا أثريًّا وتاريخيًّا مفصلًا عن فكرة تقديم الأضاحي البشرية وتطوُّرها في شتى العصور والمجتمعات والبلدان.