هل وقته الآن الكلام عن الحسين؟
نعم، فى كل وقت نحن فى حاجة إلى هذا الزمن، ورغم كثرة ما كتب – وقرأ – عن الحسين سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (جعلنا الله من شبابها.. يارب) إلا أن كثيرًا من العيون والأقلام أغفلت الحديث عما بعد مقتل الحسين… ماذا جرى تحت اسم دمائه الطاهرة؟
ستجد فى هذا الكتاب شيئا مما أريد أن أقوله… لكن لن تجد كل شىء تمنيت أن أقوله… وعليك أنت أن تقرأ وتخرج بما تريد…
لكن ما أضمنه لك أمران:
أنك ستحب سيدنا الحسين أكثر.. والثانى أنك سترى هولا لا تطيقه، ودماء لم تعهدها، وأحداثًا أغرب من أن تتخيلها، وكل هذا حقيقى، وسنده الأساسى ابن كثير والطبرى.
عندما أعدت قراءة كتابى هذا، قررت أن أحذف منه كثيرا وأضيف إليه أكثر.. لكننى كلما كنت أحاول، أعود فأرى الدم المراق، والأحصنة اللاهثة، والسيوف اللامعة، وألسنة النار، وألوان الخيانة، ودفقات الجثث، وصراخ الثكلى، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة.
فلم أحذف… ولم أضف…
إبراهيم عيسى