بقلمه المميز ولغته البلغية وحبكته المتقنة دائما قدم أديب نوبل “نجيب محفوظ” هذه المجموعة القصصية فيها كثير من التنوع الخصب الذي يملأ عقل القارئ بمتعة التفكير والوقوف على ما وراء هذا السطور من فلسفة فمع “أهل الهوى” يأتي هذا الشاب من المجهول ليقع في شباك العضق فلا يخرج منه إلا كما خرج سابقوه.. وها هى الطبيعة تتخلى عن المعتاد ويولد في “قسمتي ونصيبي” طفل ينقسم في جزئه الأعلى إلى نصفين فكان كل منهما على نقيض الآخر فنتبعهما منذ ميلادهما وحتى النهاية المعروفة.. اما عن الأحلام التى يراها النائم فهى تحصل في عددها إلى سبعة عشر حلما تتخذ كل منهما شكلا يميزها وفكرة تدور حولها وهى في منطقها تنتمي إلى علم الأحلام حيث دائما لا مكان للعقل الواعي، وغير هذا من القصص مثل “العين والساعة” ، ” من فضلك واحسانك” و ” الليلة المباركة”.
دائما الحارة حاضرة بقوة كصورة مصغرة لمصر
و إذن فجميع مظاهر السرور فى الحارة ما هى الا قشور أما الحقيقة فهى أنها تعيش فى جو يموج بالخوف و الحقد. تهدده فى كل حين الذئاب و العفاريت. و تنحسر فى الوقت ذاته عن ساعات لذه عابره جادت بها المرأة المحترفة فى غفلة من الزمن. أهذه هى نعمة الله حقا أم أنه خيال يشعله الحسد و الحقد ؟!.
و كما تمثل الحارة مصر فإن نعمة الله و التى اشير لها مرة عابرة بأنها نقمة الله تمثل السلطه لا شك فى ذلك
و العمل يا عم مخلوف؟ .. هل أزور الشيخ جابر عبدالمعين إمام الزاوية؟! فقال بغضب: لا هو إمام و لا الزاوية زاوية. إنه رجل جاهل عينته نعمة الله لخداع السذج. و هى التى شيدت الزاوية من مال حرام للخداع أيضا.
احتكرت نعمة الله كل شىء حتى الدين فكيف الخلاص؟
لا يأتى الخلاص الا فى قصة اخرى عن رجل تنازل عن بيته و زوجته فى صفقة رابحة فى الليلة المباركة
لا يوجد ليل و لا نهار و لكن يوجد الهواء و الركض
و طالما وجد الهواء فلا نزال نركض بلا نهاية حتى تخف اجسامنا و نصعد رويدا رويدا عن سطح الأرض كما صعد النائم صاحب الرؤية الأخيرة.