رؤية العالم : حضور وممارسات في الفكر والعلم والتعليم
يعاني الواقع العربي والإسلامي من أزمة مركَّبة تتجلّى بوضوح في الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنَّ من الخطأ أن نتجاهل البعد الفكري والثقافي الكامن في هذه الأزمة، وهو البعد الذي يتمثَّل في رؤيتنا لأنفسنا وللعالَم من حولنا. وقد أصبح مفهوم رؤية العالَم واحداً من المفاهيم التي تفسِّر الحالة الفكرية لذلك الواقع؛ الأمر الذي يستدعي دراسة ذلك المفهوم والمفاهيم والمصطلحات ذات الصلة المباشرة به، وفهم تجلِّياته في الأبعاد والمجالات الأخرى.
ويتَّفق معظم الباحثين في موضوع رؤية العالَم على أنَّ التصورات والمعتقدات التي تستقر في صور الإدراك والسلوك البشري بطريقة تلقائية تصبح تصورات مشتركة، وتمتدُّ أفقياً بين أفراد المجتمع وتعبِّر عن هُويته وانتمائه، وقد تُوَرَّث من جيل إلى جيل عمودياً، لتعبِّر عن استمرار الهوية والانتماء في المجتمع عبر الزمن. ومع أنَّ استخدام هذا المصطلح بدأ في ميادين الفلسفة والدين والعلم، لكنّه أصبح موضوعاً مطروقاً في الإعلام والسياسة والتعليم والأدب والفن، وغير ذلك، مما يعزِّز أهمية دراسته في السياق المعاصر. وقد اجتهد المؤلِّف في تأصيل مفهوم رؤية العالَم بمرجعية قرآنية، وفي تناول الطرق التي يحضر فيها هذا المفهوم، وما يتصل به من ممارسات في الفكر البشري المعاصر، وميادين العلوم المختلفة، وبرامج التعليم.