لا يختص شهر بالعبادة عن دونه من الشهور…و لا تُلجم الطاعات عن العطاء لا في البكور ولا في السحور…فكما وقفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى خلال كل هذه الأيام المباركات بقلب نقي وعقل متفتح وروح مشتاقة…وجاهدنا الأنفس في أحلك خباياها ومنعناها عن كل شهواتها وذلاتها إبتغاء مرضاة الله وطمعا في الفوز بجائزة الشهر العظيم، أو دعوني أقل جوائز الشهر العظيم التي لا تُعدُّ ولا تُحصى!
وكما عقدنا العزم على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن وفعل الخيرات وجب علينا من بعد رمضان أن نبقى على نفس الصراط…مُتمسِّكين بكل الشعائر مُتفانِيين في الخشوع والرّضوخ والحب لله عز وجل إلى يوم الدين…لذلك فعلينا جميعا أن نرى شهر رمضان مُمتدََّا على طول كل الشهور…مُحتضنا كافة الأيام والسُّويعات والرمشات…وان لم نكن ربانيين فبماذا نفعنا أنفسنا بعدما كنا خلال كل هذه الأيام رمضانيين؟!
ويا ليتنا نكون ونعمل على أن نكون مثل من قال فيهم الله عزّ وجلّ «تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)»
جاءت الخطبة الجميلة على لسان الدكتور محمد العريفي لتوضح آداب رمضان وضوابطه وفضله وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحييه هو وأهله وأصحابه التابعين…ولتوقظ في أنفسنا رغبة جليلة ومديدة…رغبة أن نبقى كما سيتركنا ويودعنا رمضان الحبيب ونحن فيها وعليها…فالحمد لله الذي أبلغنا هذا الشهر الفضيل والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد والشكر لعلو مكانك، سبحانك الله وبحمدك،سبحانك رب العرش العظيم.