يعد الكتاب بأجزائه الخمسة، من الكتب المهمة التي تتناول الشعر والتاريخ والأدب وكل أصناف العلوم، حيث جاء مرتباً على ثمان وتسعين باباً، في موضوعات مختلفة. كان الزمخشري يجمع ما يتصل بكل موضوع من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ما ورد عنه من أقوال الصحابة ويتبعه بأقوال التابعين والعبّاد والزهاد والنساك، والحكماء من العرب والفرس، والشعراء إن وجد شعراً بمعناه، وأقوال أبناء بني إسرائيل وغيرهم، وما كان يسرد قصصاً مسلية، وأخباراً متصلة بتاريخ العرب وملوكهم وخلفائهم وأمرائهم وقوّادهم ومغنيهم وشعرائهم. ويمثل ما جاء في هذه الأبواب من موضوعات مهمة ذخيرة من الأخبار عن جميع مناحي حياة العرب الاجتماعية تقريباً حيث استطاع الزمخشري أن ينتقيها في دقة الوصف وبساطة التعبير وسهولة الصياغة وروعة التصوير، خالية من كل فحش وسخف، فإذا هي صورة صادقة عن أساليب الحياة المعيشية عند العرب في عصري الجاهلية والإسلام.