يسرد توفيق الحكيم هنا حياتين, الأولي هي حياة الشقاء – الواقع – حيث يكون الإنسان مطالب بالعمل والكد بداية من الاستيقاظ المبكر والاندفاع في ركب السائرين ثم أداء مهام روتينه لا تنتهي ومن بعدها يعود للمنزل, وحياة الرخاء المبالغ -الحياة المطلوبة – فيها والتي لا يكون الإنسان فيها مطالب بأداء أي عمل فالطعام والمسكن والحياة الرغيدة متوفرة للجميع بالمجان وبدون العملات النقدية التي تم إلغائها فقد انتفت الحاجة إليها, في عالم الموظفون فيه فقط هم الرجال الأليين او من سعي من أجل التفرد والناس تقوم بالثورات من أجل الهروب من الراحة والإلتحاق بأي وظيفة تقتل الملل والبعض يحارب من اجل إلغاء تلك الراحة, في ما بين سطور المسرحية يطرح توفيق الحكيم عده أسئلة . هل للعمل والكدح في الحياة أهمية سوي ان نشقي ! هل للشر أهمية في الحياة سوي أن ينغصها علينا ! هل إذا أجلنا الموت سنحظي بحياة سعيدة .