في الباقة اليانعة المخضلة زهرة رشيقة لعوب تأتمر بريشة الشاعر الشيخ ، فتسارقها النظر ثم تثب إليها فتتودد إليها ضاحكة مريقة ألوانها باسطة أفوافها مستجدية نظرة عطف ، وتسلس الريشة العجوز لاغراء الزهرة العابثة المرحة ، وتمتد إلى الأصباغ فتمزجها وتؤالف بينها ، وتنسرح نظرات الفنان إلى الألوان الرفافة ثم تنكفئ إلى نسيجة لوحته ، وتواكب نقاة ريشته وتهديها وتفسح امامها عالماً من الزهر طريفاً مبدعاً .
وكذلك حلا لطاغور أن يدخل جنة الألوان وهو شيخ ليجود في فن التصوير ويترك قرابة ألفي لوحة تُعد تراثاً فنياً ذا شأن ، في الباقة زهرات ناضرات تشير إلى مقالاته ورواياته وقصصه وتدلَك على النبع الشهي الذى تنهل منه ، انها تنفض لك كلامح المجتمع الهندي بأسلوب واقعي موشى بالصور الشعرية وتنتقد بعض عاداته وعيوبه وتشق له طريقاً لأحبة مشرقة.