مريم الآن بدأت تقضي جل الوقت مع جاراتها في البستان للاعتناء بباقة الورد المرفوعة فوق الساق اللميسة بدعوى وجودها في طور نقاهة بعيد اجتثاتها من منفاها في الوعاء واستدراجها للمقام في البر الوحيد الذي ينعدم فيه وجود سدود يمكن أن تعترض مسير الجذور: التراب!لم تبخل مريم لا بالوقت ولا بصنوف العناية على اميرة النبات المدللة ذات الهوية المزدوجة بل ربما نالت فتنتها بسبب هذا الازدواج في الهوية. فهي ليست شجرة وليست مجرد باقة. ساق شجرة تنتهي في القمة بباقة اكليل ورد. ليس إكليلا ملفقا من أعراف ورد مقتطفة من جنات بستان ولكنه اكليل مشدود الى ساق والساق مكبلة بجذور.