في هذا الكتاب الثالث من دين الحياء» تولى الفيلسوف المعروف طه عبد الرحمن الرد على «الإنسان المعاصر» فيما أورد من شبهات على الحجاب وألصق من تهم بالمحتجبة إن ظهورا بالفضاء العام أو انتهاكا لحقوق الإنسان أو خرقا لمبدأ العلمانية أو ممارسة للتبشير أو اشتغالا بالتسييس أو إعماء للأنظار أو إثارة للشهوة الجنسية وبنى رده المدعوم بأدلة عقلية مفصلة على نظريته الائتمانية التي تجعل قيمة العمل في وصله بين بعدين بعد أفقي يقع به الإسراء بالجسم، وبعد عمودي يقع به العروج بالروح فيكون لارتداء الحجاب بعد إسرائي يتجلي في ستره لجسم المحتجبة وبعد روحي يتجلى في تعلقها بنظر الإله إليها، واتخاذ حجابها معراجا لها إلى عالم الروح ولما كان الحجاب ينزل من الحياء الذي هو أس الأخلاق منزلة الظاهر من الباطن، فقد لزم أن تكون أخلاق الإسلام أخلاق حجاب مظهرا وأخلاق حياء مخبرا.