و التاريخ مرآة للزمان، و التراجم مرقاة للمشاركة في المشاهدة، و أخبار الماضين ملهاة لمن عاقر الهموم، و ما أحسن قول الأرجاني:
إذا عرف الإنسان أخبار من مضى و تحسبه قد عاش آخر دهره* * فقد عاش كل الدهر من كان عالما* توهمته قد عاش في أول الدهر إلى الحشر إن أبقى الجميل من الذكر كريما حليما فاغتنم أطول العمر
فلذلك تجد الأمم تتهالكون في ضبط تاريخها و ما يتبعه من أحول الأجيال الغابرة و الامم الدائرة، و الحروب و الحكومات و الولايات التي نسلت الحقب و الأعوام و مضت القرون الخالية، و لم يكن انبعاث الامة الاسلامية في سبر غور التاريخ أقل من انبعاث سائر الامم بل هم أقدمها و أسبقها في الضبط و التدوين فإنّهم لا يغادر صغيرة و لا كبيرة من سيرة النبي صلى الله عليه و اله و الأئمة من بعده، و الخيرة أصحابه و هكذا و أخبار ملوكهم وخلفائه و امرائهم و حروبهم.