زرع الأعضاء هو موضوع الساعة، ونحن إزاء هذا الموضوع تعرض لنا أسئلة عدة، تتطلب الإجابة عنها، في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها وقواعدها، وهي:
هل يجوز للمسلم أن يتبرع بعضو أو جزء من بدنه لغيره في حياته لزرعه في بدن شخص آخر؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فهل هو جواز مطلق، أو مقيد بشروط؟ وما تلك الشروط؟ وإذا جاز التبرع فلمن يتبرع؟ أللقريب فقط، أم للمسلم فحسب؟ أم لأي إنسان، قريبًا كان أو أجنبيًّا، مسلمًا أو غير مسلم؟ وإذا جاز التبرع فهل يجوز البيع؟ وإذا لم يجز البيع فهل يجوز إعطاء هبة أو مكافأة؟
وهل يجوز التبرع بعضو بعد الموت؟ أو يتنافى ذلك مع حرمة الميت؟ وهل ذلك من حق الإنسان وحده؟ أو يحق لأهله التبرع بعد وفاته بعضو من بدنه؟ وهل يجوز للدولة أن تأخذ بعض الأعضاء من المصابين في الحوادث مثلًا لإنقاذ غيرهم؟
هذه الأسئلة وغيرها من تساؤلات جمة أصبحت تفرض نفسها على الفقه الإسلامي ورجاله ومجامعه في الوقت الحاضر. ولا بد للفقه من الإجابة، إما بالإباحة بإطلاق أو المنع بإطلاق، أو التفصيل.
فلنحاول الإجابة وبالله التوفيق