وسكت كل شئ وبقيت نجوى وراء الباب المغلق بالمفتاح حتى الليل ثم خرجت تبحث عن أمها.. ووجدتها راقدة فى فراشها.. مريضة.. وقعت ضحية جنون ابنتها.. وسقطت نجوى بجانبها تقبلها.. وتبكى.. وتقول من خلال دموعها: آنا أسفة يا ماما.. ولكنى قلت أنى لا أريد الزواج.. لا يمكن أن أتزوج الآن يا ماما ولا حتى أقبل الخطوبة.. وسامحينى يا ماما.. سأسمع من اليوم كلامك.. سأكون تحت أمرك فى كل ما تريدينه.. المهم ألا تمرضى.. صحتك بكل حياتى يا ماما.
وقد كانت تحب أمها.. رغم كل ما بينهما من خلاف ورغم الخناقات التى لا تنقطع بينهما فهى تحبها.. وتحبها إلى اليوم.. وأمها رغم كل ما حدث لم تكف عن محاولة تزويجها ولكنها لم تعد تدعو الخطاب إلى البيت إلا إذا وافقت نجوى.. ونجوى لا توافق.
وقد كانت أيامها تحب، الحب الوحيد فى حياتها، الحب الذى لا يزال ينبض فى عروقها حتى اليوم، ولكن.. هل هذا هو الحب؟.. هل ما كان بينها وبين عادل يمكن أن يكون الحب؟.. ومالت نجوى برأسها على مسند مقعد الطائرة وأغمضت عينيها وأخذت كعادتها تستعيد ذكرياتها مع عادل.. تستعيدها منذ يومها الأول.. كأنها قصة لا تمل من استعادة قراءتها