توقف المطر فجأة كما بدأ فجأة , فتغير المكان من ربعة الحوش في منزل زينب الى صالون كبير يغني فيه هيثم يوسف أغنية حزينة .. الجدران تغطيها لوحات وتحفيات .. والسقف تتدلى منه ثريا كبيرة جعلتني أشعر بالحرارة من شدة الوهج الذي تبعثه مصابيحها الصفر.. أحسست ان الدفء قد قهر وجهي وجعله ذهبياً وربما أحمر اللون , وأن الساعة التي تتكتك بانتظام تراقبني من مكانها على الجدار , وشجرة الصبار كذلك تراقبني. لكن المرأة التي ترتدي تنورة قصيرة ولا تضع حجاباً على شعرها دخلت وقالت لي:
–أين كنت يا ابنتي ؟ ما أحلاك ! تعالي .. تعالي .
–دقيقة .
– ماذا تفعلين ؟ لا تعدلي حجابك .هذا أبوك وأنا أمك.