هناك حضور أنثوي مهيمن متعدد الأبعاد في هذا الكتاب ليس الحضور المباشر الزاعق، الملئ بشعارات النزعة النسوية التى تلوكها بعض المنتسبات إليها على سبيل الموضة او البحث عن الشهرة وإنما الحضور الذي لا يبين عن نفسه إلا من خلال موازيات رمزية تنأى به عن الدفق المباشر للعواطبف والتدقيم الانفعالى للإكار. يظهر ذلك على نحو خاص حين تبطئ براعة السرد من إيقاع الاحتفاء بهذا الحضور.
ولذلك لا تقع هذه القصص في شراط نقيض خطابها، ولا تكتسب مقلوب صفات غريمها الذي يوقع غيرها في شراكه، خصوصا حين يتم نقضه بما لا يفلح إلا في استحضاره
في هذه المجموعة القصصية، شأن أعمالها الأخرى، تتحرك أهداف سويف على الخط الفاصل بين الشرق والغرب. وتستحضر علاقة المهاجر بجذوره، وأسئلة الهوية التي تؤرقه. أبطالها دائمًا شخصيات قلقة تدور بين الحنين والاكتشاف. لكنه ذلك الحنين الأخاذ لتفاصيل قد تبدو صغيرة حتى تقع عليها يد وعين كاتبة مثل أهداف سويف، فتصنع منها عالمًا يمس كل من يقرأه. والاكتشاف الذي يحمل في ثناياه اندهاش الطفل، وجرأة الرحالة.
ثماني قصص نشرت من قبل في مجموعتين قصصيتين هما «عايشة» و«ساند بايبر». تضع فيها الكاتبة الكبيرة شخصياتها القادمة من بلاد وثقافات مختلفة أمام مواقف حياتية يبدون فيها أجانب، لكنها مواقف تعيد تشكيل نظرتهم للعالم. سنقرأ هنا قصصًا مثيرة ومتقَنة، لكاتبة بارعة وصانعة أفكار يقدرها العالم كله