يحتوي كتاب «سِجِل التوبة» على خمس قصص ذات أبعاد اجتماعية وسياسية، تدور أحداثها حول محورين؛ المحور الأول: سياسي، ويتضح ذلك في قصة «شريف أفندي»؛ حيث نرى ضياع آماله في الإصلاح، وفي القصة الثانية يستعرض الريحاني بقاء الفوارق الاجتماعية حتى بعد الثورة، ويتجلى هذا في قصة «سجن عبد الحميد»، وأما في القصة الثالثة «بقضاء وقدر» فيتحايل حكام مدينة «بال» بالقضاء والقدر ليذيقوا أهلها الذل والهوان، لكنهم يذوقون نفس الكأس حينما تُحتل البلاد، وأما المحور الثاني: فهو أخلاقي، ويتمثل فيه الصراع بين الخير والشر في النفس الإنسانية؛ ذلك الصراع الذي وجدناه في «نبوخذ نصر» المنتقم الذي يترك حياة المُلْك ونعيمه إلى حياة التنسُّك والتعبد، وهو نفس ما فعله كلٌّ من «توفيق زيدون» و«لوسيل» و«بتروكنتي» في «إكليل العار» حينما تركوا الآثام وراء ظهورهم وندموا على ما فعلوا.