عبر صفحات هذا الكتاب يستدعي طارق البشري صورة واضحة لما كانت عليه مصر في هذه السنوات المهمة، من 1920 إلى 1942، فعاد إلى جذورها وتأصيلها، وسلط الضوء على معالمها. ولقد اتبع في ذلك منهجا متميزا وغير تقليدي، فهو يطرح التساؤلات ويجيب عنها. كما يضع لنا شخصية سعد زغلول تحت المنظار، ويبين كيف أثر فيه التكوين القانوني من حيث المناورات والإصرار أمام التعنت البريطاني على أن استقلال مصر لا يتجزأ.
وذكر البشري ما سجلته صفحات الكتّاب الإنجليز المضادة للزعيم المصري، وكذلك رؤية المؤرخين المصريين. واعتمد البشري في استقاء معلوماته على مصادر ومراجع متنوعة، من الوثائق الإنجليزية غير المنشورة والمحفوظة بوزارة الخارجية البريطانية، والوثائق المصرية المنشورة، والتقارير والخطب والدوريات، وما كتبه المصريون والإنجليز المعاصرون للأحداث، وأيضا المحدثون.
ويمثل هذا الكتاب علامة بارزة في المكتبة التاريخية، لذلك نُعيد نشره لتعريف القراء وخاصة الشباب على كينونة الزعامة، تلك التي تثبت أقدام مصر، وتصون كرامتها، وترفع رأسها، وتبرهن على أن أرض الكنانة لها المكان والمكانة.