قصص الأنبياء كلها عبر وآيات؛ ففي كل قصة هناك عبرة عظيمة علينا أن نعتبر بها، ومعجزة إلهية أيد الله بها رسله وأنبياءه رحمة منه سبحانه وتعالى بنا، وليساعدنا على الإيمان بهم وتصديقهم واتباعهم حتى يرضى عنا ويرحمنا ويدخلنا جنات النعيم.. ومعنا اليوم قصة نبي الله “نوح” عليه السلام.
كان نوح على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس، وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة، فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:”يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ”
بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث، هناك إله خالق وهو وحده الذى يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة.. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.. شرح “نوح” لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق.. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان وكيف خلقه ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام إلا ظلم خانق للعقل.