هذا هو أبو العلاء المعري في “سقط الزند” وهو العدد الأعلى الذي تقتدح به النار، والسقط هو ما يسقط وكأنه به يعني أن شعره هذا إنما هو أول الغيث أو الشرر الذي يؤذن بأن يشتد حتى يغدو لهباً أو سعيراً. فالاسم في ذاته ينطوي على معنى من معان الزهو الممتزج بالبشر والتفاؤل وهذا يعني بأن أدب أبي العلاء بما في ثناياه من نظرة قاتمة إلى الطبيعة البشرية ونزوع إلى التشاؤم إنما هو ثمرة عوامل سياسية واجتماعية متصلة بعصره، وليست وحسب انعكاس ذات متألمة، أفقدها العمى ووطأة الليل الطويل بل نزوع إلى الرضى والتفاؤل. وديوان سقط الزند يعكس ذلك بما ضمه من قصائد توزعت في ستة أبواب هي: المراثي والحكم، المدائح، الفخريات، الوصف والغزليات، الإخوانيات والمتفرقات، والذرعيات