تتجرأ وتركب البحر، لا تظن بذلك أنك ستنجو وتهرب من القصاص، ربما إن هربت عبر أرض أخرى ستفلت، لكن في البحر ينتظركَ السجّان، هو السجّان والسجن معًا. إنه كما ترى.. لم يكف الآثمين عن اللجوء إلى البحر، كما لم تكف الحيتان عن حبسهم في أجوافها.” هذا ما أخبرني به رجل يدّعي أنه اختبر العيش في بطن حوت في القرن التاسع عشر، كما يدّعي أن عمره مئتان عام ولا يزال يبدو في عقده الرابع. ربما سأكذبه بشأن مكوثه في بطن حوت وكل ذلك الهراء، لكن فيما يتعلق بعمره فأعتقد أنه لا يوجد عندي سبب لتكذيبه، إذ إنني نفسي في عامي الثلاثين بعد المائة ولا زلت أبدو في العشرين من عمري.