«تأتي إلى بالها — كالأصداء — أيامُ المناصرة، الصباح والظهيرة والعصر والأصيل والمغرب والسهر حتى مَطلع الفجر، صوت المناشير، دقَّات الشواكيش، رائحة الغِراء، النِّداءات، الدعوات، الموسيقى والدندنات المترامية عبر النافذة، حتى خناقات أمها وأبيها؛ ترفُّ على شفتَيها ابتسامةٌ لتذكُّرها.»
يأخذنا «محمد جبريل» بعيدًا عن أجواء الإسكندرية التي يفضِّلها، ويَغوص بنا في حواري القاهرة، وتحديدًا في حي المناصرة الذي اشتُهِر بتجارة الأثاث، معدِّدًا التغيُّرات التي حدثت لسكان هذا الحي خلال العقود الأخيرة. الشخصية المحورية في الرواية هي شخصية «هالة»؛ تلك الفتاة المثقَّفة خريجة كلية دار العلوم التي تجد نفسَها في أسرة عريقة في امتهان الرقص البلدي والغناء الشعبي؛ فأمها «شوقية سالم» أفضل راقصة شمعدان في المناصرة، وأبوها «حسين عكاشة» من ألمع الآلاتية في المنطقة، لكنها ترفض أن تُكمِل مسيرة العائلة وتقرِّر السفر إلى سلطنة عمان. ومن خلال تفاعل «هالة» مع أبوَيها وأختها و«عطية» ابن خالتها الذي كان يَطمح إلى الزواج بها، يُقدِّم لنا «جبريل» سيرةَ حيٍّ من أقدم أحياء القاهرة، بكل ما فيه من تناقضات وصراعات.