“إدراك الواقع” عبارة تتكرر كثيراً في واقعنا المعاصر، فما هو هذا الواقع؟ وما مكوناته؟ وكيف نتعامل معه في جزئياته وكلياته؟ أسئلة هامة وحرجة في وقت معاً، تحتاج الأمة الإسلامية في مرحلتها الراهنة ومنعطفها الخطير إجابة شافية وافية، تبدد الظلام، وتقيم الحجة، وتقطع المحجة. وكما عودنا فضيلة الأستاذ الدكتور “علي جمعة” مفتي الديار المصرية، على التصدي لقضايا أمتنا المصيرية الكبرى بحكمة واقتدار في التناول، وعمق ودقة في التحليل، وسهولة ويسر في البيان والعرض – تناول مسألة الواقع بداية بتحليله إلى: عالم الأشياء، وعالم الأشخاص، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار. مرورا ببيان سمات هذا الواقع من: الشعبية، وسبق النشاط على الفكر،والشعور العام بالنسبية ومن ثم الادعاء بتعدد الحق وأثر ذلك في الآداب، والفنون والسياسة، والآجتماع، وسائر أنشطة الحياة، ثم يأتي الإنجاز الذي أصبح معيار التقدم والرقي والحضارة، في حين أن الأخلاق والقيم والالتزام كانت سلفاً معيار التقويم. ثم تأتي المنافسة غير الشريفة نتيجة لهذه السمات كلها. سيدرك القارئ الكريم أن هذه المقالات النفيسة وإن وصفت الواقع وصفاً دقيقاً عميقاً إلا أنها لاتقف عند هذا الحد، بل تتجاوز ذلك الوصف المخرج وبيان العلاج الناجح إن شاء الله.