رواية تحكي عن قرية لبنانية إبان الاحتلال التركي، وتستحضر الذاكرة الأحداث والأشخاص، فإذا كل حدث قابل للكثير من التأويلات المتناقضة، وإذا كل شخص مختلف حول حقيقته، ولكن ما يبقى موثوقاً به هو الجوع المذل والعاطفة المتأججة والتصدي للقهر.
رواية صغيرة و معقدة، شفهية كلها أصوات ذكورية و نسوية غير مُعرّفة، يحكي لنا ربيع جابر عن قرية لبنانية تتناهشها المجاعة/ أسراب الجراد / جنود الإنكشارية/ مخاوف من البيك/ هلوسة أهلها، الأحداث تستعذب الإستماع إليها و تتعذب و أنت تعيد قرائتها لتجمعها في زمان ذهنك لأن زمانها متذبذب و مربك، تفتقد الزمن هنا و ترتيب الوقائع بين الماضي والحاضر و تدرك أن المكان و الناس لا يكفيان إلا عقل مؤلفها، عقلك يحتاج بصيرة يجردك إياها ربيع جابر، كل ما سيرويه مزايدات من حناجر أهل القرية مبنية على أقاويلهم في دوامة من الأخبار المتناقضة، ربما سمعت عن رواية تتحدث عن منقذ/ إفسانه/ مخلص / أسطورة، في أغلبها تتحدث الأسطورة عن نفسها، هنا بدلاً عن ذلك تتحدث الأهالي عن الأسطورة و كلا الحالتين تفتقد المصداقية و تنسب للأسطورة بطولات خارقة، هو حديث الحاجة من فم المحتاج فما تتوقع منه إلا معايير لا منطقية. و كم من الأجيال ستشيد بأساطير زمان سبقها له معاييره الخاصة و ستترقب خاصتهم بمعايير زمانهم!