يرى المؤلف أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحداً، من دون أن تتحمل مناقشتها. ومايقوله لها الزعماء يغزو عقولها سريعاً فتتجه إلى أن تحوله حركة وعملاً، ومايوحي به إليها ترفعه إلى مصاف المثال ثم تندفع به، في صورة إرادية، إلى التضحية بالنفس. إنها لا تعرف غير العنف الحادّ شعوراً، فتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع إلى كرهه.
وفي الحالة الجماهيرية تنخفض الطاقة على التفكير، ويذوب المغاير في المتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي.
وحتى لو كانت الجماهير علمانية، تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها إلى عبادة الزعيم، وإلى الخوف من بأسه، وإلى الإذعان الأعمى لمشيئته، فيصبح كلامه دوغما لا تناقش، وتنشأ الرغبة إلى تعميم هذه الدوغما. أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيبحون هم الأعداء، لا جماهير من دون قائد كما لا قائد من دون جماهير. كتب لوبون قبل قرن من الزمن.
يعرض لنا الكاتب نظرته للجماهير قبل أن يبدأ في مناقشة عوامل التأثير عليها وقيادتها، فيرى لو بون أن حكم الجماهير نوع من أنواع الدمار لأن الجماعة المتحكمة والتي تشكل الأغلبية هي غالباً جاهلة، بينما النخبة الأرستقراطية المثقفة والتي ساهمت في بناء الدولة من الأقلية.
كما يعتقد بتغير صفات الفرد عند انخراطه مع الجمهور، فكل جبان ضعيف يتحول لقوي شديد بإنضمامه لجماعة، فالكثرة وقوتها تعطي الجمهور دافعاً، والفرد المنخرط بالجمهور حالته تشبه المنوم مغناطيسياً.
ثم يأتي بعد ذلك بوسائل التحكم بالجماهير من قبل القادة وكيفية تغيير رأيها وقيادتها وإقناعها بما يريد القائد، وأخيراً تصنيف الفئات المختلفة من الجماهير ودراستها”من الفصول التي أحببتها جداً”.
تحميل كتاب سيكولوجية الجماهير باللغة الإنجليزية صيغة pdf مجاناً