تتمركز الرواية حول شخصية (محمود) الذي عمي وهو في سن السادسة من عمره وكان يرصد الواقع العراقي من خلال حاسة السمع في فترة احتلال العراق وما تبعه من الفوضى التي نتجت عن حل الجيش العراقي وتعدد الاحزاب السياسية وبروز التيارات الطائفية فضلا عن انعدام الامن حيث شهد العراق سلسة من التفجيرات التي انطلقت من دول الجوار تحت ذريعة مقاومة الاحتلال الامريكي ، وفي يوم من الايام عندما كان محمود يغسل وجهه صباحا حدث انفجار بالقرب من منزله مما نتج عن تحطم زجاج المنزل ودخول قطرات من الصابون السائل الى عينه ،
وهنا تبدأ مرحلة الابصار والتي تمثل محور الرواية حيث يطلع محمود مع مرور الايام على الواقع المرير الذي كان يعيشه العراق سواء قبل الاحتلال او بعد الاحتلال بعد ان كان يمني نفسه ان قوات التحالف دخلت العراق بذريعة تحرير الشعب العراقي من النظام المستبد ولكن الذي حدث ان العراق دخل في فوضى عارمة نتج عنها سقوط الاف الضحايا اذ ان التفجيرات كانت شبه يومية واصبح الواقع اكثر عنفا ومأساة مما كان عليه في النظام السابق ، واصبح كل فرد لا يعرف مصيره هل سيعود الى منزله وعائلته ام يكون من بين الضحايا وحتى عندما يلتزم البقاء في منزله فلا يدري هل نالت التفجيرات حصتها من اقاربه ، ومن تلك الضحايا عمة محمود التي كان يعيش في كنفها مما ولد لدى محمود احباطا وشعورا باليأس من الحياة التي تمناها وهو اعمى ان يبصرها وكأنها جنة عدن ولكن الواقع اثبت عكس ذلك ،
لذا التجأ محمود الى صديقه المقرب عصام الذي نصحه بالهجرة من الوطن وفعلا يختار محمود التوجه الى امريكا هربا من الواقع المرير لحل ازمته النفسية التي يعانيها بعد ابصاره والذي كان مطمئنا وهو اعمى وعلى يد المعالجة النفسية ( ريبيكا) حيث دخل في معاناة اخرى تتمثل في الوجه الظاهري لمراعاة الانسان في امريكا واستمرار المعاناة في العراق وهنا حدث لديه نوع من الانفصام في الرؤية فالفوضى التي حدثت في العراق سببها الاحتلال الامريكي بينما يلتجأ الى بلد الاحتلال للهرب من المأساة التي صنعتها امريكا فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وبدأت اشباح اشلاء التفجيرات المتناثرة تراوده حتى اصبحت علاقته مع امريكا كعلاقة الآسر بالمأسور ، فمهما كانت العلاقة جميلة فان ملامح الذل ترتسم على الأسير وهذا ما كان يشاهده على شاشات التلفاز حين يصافح المنتصرون المهزومين فيزداد الاسير ذلا. وبدأ محمود يتمنى العودة الى حالة العمى التي كان عليها منذ كان صغيرا بدلا من الرؤية في عالم يسوده اللون الاحمر .