يشرح الكتاب حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» .
حرص الأنسان على المال ونيل شرف الدنيا ،واتقرب من ذوي السلطة ومجالستهم حتى إذا رأى منهم معصية أو ظلم للغير فيأخذ جهة الصمت أو يوازرهم عليها، وكذلك تقديم الفتوة بغير علم فكان بعض الصحابة (رضوان الله عليهم) والفقهاء يكرهون السؤال ويصدون عنه.
فهذه أبواب تؤدي لمفسدة دينه وإضعافها. وإن كانت النفس الإنسانية جبلة على حب المال والقعود على كراسي السلطنة.
“من أعظم ما يخشى على من يدخل على الملوك الظلمة أن يصدقهم بكذبهم، ويعينهم على ظلمهم ولو بالسكوت عن الإنكار عليهم، فإن من يريد بدخوله عليهم الشَّرف والرياسة وهو حريص عليهما لا يقدم على الإنكار عليهم، بل ربما حَسَّنَ لهم بعض أفعالهم القبيحة تقربًا إليهم ليُحسن موقفه عندهم، ويساعدون على غرضه”.