لقد كان من توجيهات فضيلة الشيخ العلاَّمة محمَّد بن صالح العثيمين لطلابه أن يهتموا بدراسة أصول الفقه حيث إنه السَّبيل الصحيح لمنهج الإستدلال والقدرة على الإستنباط ودقَّة النَّظر في المسائل ورد الجزئيات إلى الكُليَّات ومعرفة الأحكام الشرعية العملية على أُسس سليمة، وإرجاعها إلى مصادرها من الكتاب والسُّنة والإجماع والقياس، ونحوها من الأدلة المعتبرة، وهذا من أسرار خُلود هذه الأحكام الشرعية وثباتها وصُمودها وصلاحها لكل زمان ومقام.
وقد اختار الشيخ العثيمين عام (1049هـ) أن يشرح لطلاَّبه في دروسه العلميَّة التي كان يعقدها بجامعه بعُنَيْزة كتاب (مختصر التحرير) للإمام العلاَّمة الأصولي محمد بن أحمد الفُتُوحي الشهير بابن النَّجَّار؛ حيث قال فضيلته عن الكتاب: إنَّ من أحسن ما أُلِّف في أصول الفقه – بل من أجمعه – كتاباً صغيراً يسمى: “مختصر التحرير” للفتوحي