“شكيب أرسلان” اسم ملأ في عصره كلًّ مكان، واستغنى عن التعريف بابن فلان، فهو السياسي الطائر الصيت، وهو الكاتب الذائع الشهرة، وهو الرحالة الواسع الرحلات، وهو المجاهد في سبيل وحدة العرب وأخوة الإسلام، وهو المؤلف للعدد الكثير الضخم من الكتب والآثار، وهو “أمير البيان” الذي يجري لقبه مع اسمه على كل لسان يقرأ العربية، أو يتابع أحوال العرب!.
هكذا كان شكيب في حياته وعقب وفاته، ولكن سنوات قلائل تمر بعد رحيله، فإذا سيرة شكيب تُطوى، وإذا آثار قلمه تخفى، وإذا ذكراه تستبد بها يد الإهمال أو النسيان، وإذا الجيل الجديد لا تقع عيونه على شيء من آثار هذا الرجل إلا نادراً.
لذلك كان هذا الكتاب وفاءً منا لإزالة هذا الإهمال. فهو دراسة تبرز فيها نواحيه الأدبية واللغوية، فتحدثت عن شكيب الناثر، والشاعر، واللغوي، والناقد، والمؤلف؛ كما أن هناك نواحي كثيرة في شخصية شكيب تستحق الدراسة، فهناك حياة شكيب الضخمة الحافلة، وصفات شكيب وأخلاقه، وشكيب والقومية العربية، وشكيب والإسلام، وشكيب البحاثة الدؤوب، وشكيب الصحافي والخطيب، والمؤرخ.
فمثل هذا الرجل جدير بأن يدور حوله أكثر من بحث وأكثر من حديث.