في آخر رواياته، يأخذنا “إبراهيم أصلان” في رحلة مدهشة، يتداخل فيها الذاتي بالخيالي، ليقدم نصا بديعا يتوفر على جميع الخصائص الفنية والأسلوبية التي أسستها كتابة صاحب “مالك الحزين” وحفرت لها بعمق في التربة السردية العربية.
كعادته، يبدأ أصلان من لحظة عابرة ليحولها بيد صائغ إلى عالم واسع محتشد بالتفاصيل. من البحث عن اسم صديق قديم غاب في غبار الأوراق المهملة وتخلت عنه الخرائط، يبدأ البحث، وتتشكل رحلة الاستحضار: استحضار وجود غاب أبطاله الأصليون مخلفين بالكاد أسماء علقت بالذاكرة وتشبثت، رافضة مغادرتها. هكذا يخوض أصلان في “صديق قديم جدا” بحثا محموما، مدعوما بذاكرة ما تزال واثقة في قدرتها، ليس فقط على استعادة عالم مندثر، لكن، أيضا، على ترميمه، لينهض متجسدا مكتملا كأنه لم ينسلخ عن صاحبه يوما.
رواية استثنائية، تنشر لأول مرة، ليكتمل عقد أصلان الروائي بها، مؤكدة على عالمه المتفرد والذي لا يشبه سوى نفسه